إيماناً منا بأن الأهلي ليس مجرد نادي رياضي حاصد للبطولات بل هو تاريخ كتبه أجيال من العمالقة الذين توالوا على اسعاد جماهيره وقيادته الى بطولات وألقاب أعطت شهرة الأهلي الحالية. ومن واجبنا القاء الضوء على أسماء لمعت خلال تاريخ الأهلي وعاشرت أساطير القلعة الحمراء ليرووا الى الأجيال الحالية والتالية لمحات من تاريخ المباديء والقيم والبطولات في الأهلي. من هذا المنطلق يحاور
El-Ahly.com نجوم الأهلي القديمة لتسرد وقائع غير معروفة للعديد من مشجعي الأهلي.
ونستهل حواراتنا مع حارس مرمى الأهلي السابق في الخمسينات والستينات وأحد أفضل من حرس عرين الأهلي ..عادل هيكل ليتحدث عن انجازات جيله، ورموز الأهلي كمختار التتش وصالح سليم، والإختلافات بين الأجيال الماضية والجيل الحالي...ورأيه في حراس المرمى في مصر والأهلي حالياً بالإضافة الى العديد من الأحداث التي اختص بها هيكل جماهير الأهلي.
فى البداية نود أن تعرف مشجعى الأهلى من الجيل الجديد بتاريخ وإنجازات عادل هيكل ؟ بداية أود أن أقول أن النادى الأهلى هو الذى ربانا وقد ذهبت للنادى الأهلى وعمرى ثلاثة عشر عاما وقابلنى الكابتن مختار التيتش رحمه الله وحينها قال لى ستلعب بالفانلة الحمراء وتلعب على الصافرة بمعنى أن هناك نظاما فى الملعب وقد بدأنا وكل ما نفعله هو اللعب بتفان للفانلة الحمراء ، والنادى الأهلى هو صاحب كل الإنجازات ولولاه ما كان هناك عادل هيكل والنادى الأهلى هى الذى زرع فينا الروح بدرجة كبيرة .
كيف بدأت مع النادى الأهلى ؟بدأت مع النادى الأهلى وعمري 13 عاما ولعبت فى الأشبال مبكرا وأصبت بكسر فى ذراعى وعالجنى النادى الأهلى فى أفضل مستشفى فى مصر وبعدما عدت أصبت بالتيفود واشتروا لى دواء من أمريكا كان مخصصا للريحانى الذى مرض أيضا بالتيفود وبحمد الله عدت من جديد بعد شفائى .
وما الذي كان يميز مختار التتش ليكون أسطورة من أساطير الأهلي ولماذا لم يتكرر ؟كان التيتش رجلا عيظما بمعنى الكلمة دائما وكان طالما يقول لنا أنه لا يهمه الفوز أو الخسارة فى أرض الملعب ويقول أن النتيجة بيد الله بينما كان يهمه الأداء والرجولة من كل لاعب وإظهار روح الفانلة الحمراء .
وأرى أنه من الصعب أن يتكرر التيتش فى هذا الوقت لأن الأهلى قديما كان بيتا واحدا وعائلة واحدة ، ولك أن تتصور أن رئيس النادى الباشا العظيم الذى رفع علم مصر وقام بإنشاء مصنع السكر كان يجلس معنا دون فرق وذات مرة أخذنى معه فى سيارته وكان هؤلاء تمام الثقة بأنفسهم .
وأحكى لك موقف : ذات مرة ذهب صالح سليم للنادى بدون تكلف فى زيه فاوقفه الأمن على باب النادى وطالبوه ببيان الكارنيه وحينا أخبرهم بأنه رئيس النادى لم يصدقوه حتى جاء أحد وأخبرهم بأنه رئيس النادى ورغم ذلك صرف له الكابتن صالح رحمه الله شهر مكافأة على ذلك .
حدثنا عن زملائك داخل الملعب وأهم الكلام الذى كان يدور بينك وبينهم ؟كنا ننزل أرض الملعب ونقرأ الفاتحة وكان كل منا قلبه على زميله ، وأتذكر هذا الموقف : كنا نلاعب الزمالك ذات مرة والفناجيلى أصيب بشد فى العضلة وكان يعرج وقتها ووصل صالح للمرمى وكنا متقدمين بثلاثة أهداف ويستطيع أن يحرز الرابع بنفسه ولكنه لعب للفناجيلى من أجل أن يحرز فى الزمالك وهو يعرج .
ووقتها قالت جريدة المساء أن صالح سليم أفضل لاعب ، بينما الجمهورية أكدت أن الفناجيلى أحسن لاعب فى المباراة وبالرغم من ذلك لم نهتم بكل هذه الأمور حيث الفانلة الحمراء جعلتنا روحا واحدة .
ومن هو أفضل مدافع كان يستريح هيكل باللعب خلفه ؟يكن حسين وقد لعب معى عاما كاملا فى الأشبال ووقتها لم يدخل أى هدف فى شباكى .
ما هي المباراة الأفضل في نظرك و ما المباراة الأصعب في حياتك الكروية ؟أفضل مباراة لعبتها هى مباراة الأهلى أما بنفيكا والتى فزنا فيها 3-2 ، وأيضا مباراة مصر أمام إيطاليا وفزنا 1-0 ، بينما أصعب مباراة كانت مباراتنا أما اليونان فى اليونان وكانت الأرض رملية وأحرزنا هدفا عن طريق خطأ أحد مدافعى اليونان وفزنا بها 1-0 .
عاصرت الأهلي على مدار خمسين عاماً نود أن ترشح لنا أفضل خمسة لاعبين رأيتهم في الأهلي ؟
عبد الكريم صقر ، الجندى ، مكاوى ، صالح سليم ، الفناجيلى إضافة إلى أبو حباجة ، وفؤاد صدقى الذى كان عندما يلعب الضربة الركنية فى المرمى ، والضيظوى والخطيب .وهناك الكثير حيث أن النادى الأهلى دائما ما يمتلئ بالنجوم العباقرة . كانت المنافسة قوية أمام من عبد الجليل وبراسكوس....ودائماً ما يواجه حراس الأهلي مشكلة كثرة الجاهزين في هذا المركز...كيف نجحت في أن تكون الحارس الأساسي ؟عندما بدأت وجدت هرمين أمامى فى حراسة المرمى هما براسكوس الذى كان من أفضل الحراسى فى العالم وضمه المدرب العظيم بروشتش (الذى أعتبره ايضا من أفضل المدربين فى العالم ) وفاز ببطولة البحر المتوسط فى وجوده ، وأيضا عبد الجليل كان حارسا كبيرا ولكن المدرب بروشتش كان يفضل براسكوس حيث لكل منهم ستايل مختلف عن الآخر .
وانا شخصيا فى بداية لعبى لكرة القدم رغبت فى تقليد عبد الجليل فكسر ذراعى ووقتها طلب منى صالح سليم أن ألعب بطريقتى وحينما استمعت لهذه النصيحة لعبت على عبد الجليل وبراسكوس .
ولعبت أساسيا لإنى كنت أعشق الكرة وقمة فرحتى حينما أنقذ الأهلى وحينما أسعد مشجعيه وكنت أذهب النادى قبل التدريب وأتدرب بشكل فردى مع عامل غرفة الملابس وكنت أنظم برنامجا مع نفسى لإصلاح أخطائى وكذلك أتدرب بعد الظهر بعيدا عن التمرين الأساسى ، وأيضا لم يكن فى حسبانى أخطاء المدافعين فكنت ألعب وأركز بدرجة كبيرة وأعتبر أى هدف يدخل فى مرماى هو مسئوليتى الشخصية .
ما رأيك فى الجيل الحالي ؟انا اعتبر الجيل الحالى هو جيل تجارى وانا معهم فى ذلك لإن اللاعب عندما يقع لا أحد يسأل عنه فيجب على اللاعب أن يستفيد فى ظل وجود المال فى كل شئ فى الحياة وأتمنى من الدولة أن تنظر للاعبين الذى عملوا كثيرا لمصر دون مقابل .
هل ترى أن دخول المال والبيزنس فى الكرة أفسدها الإنتماء الذى كان يميزكم ؟عليك بأن تنسى الإنتماء تماما هذه الأيام والمجتمع الرياضى نزع من قلوب أبناء هذا الجيل كل معانى الإنتماء التى تميز بها أبناء الجيل السابق ، وقد كنت أخشى من أن أهزم فى أى مباراة لإننا كعائلة واحدة نجلس معا فى النادى كنت أستحى من أن أجلس فى وسطهم بعد المباراة وانا خاسر على عكس اليوم فانا أعتبر أننا نؤجر لاعبين للعب باسم النادى ولو كان الملعب خارج النادى لما دخلوا النادى من الأساس .
ذكرت من قبل أن الزمالك أراد خطفك للإنضمام وعرض عليك مبلغا كبيرا نريد أن نعرف هذه القصة ؟بعد مباراة مصر وإيطاليا كان هناك السنيور الرودى أبو رجيلة فأعطى كل منا بعد الفوز اثنين جنيه بينما أعطى لاعبى الزمالك خمسة وعشرة جنيهات ، وعندما جئنا مصر قام بشراء معظم لاعبى مصر بمن فيهم رأفت وسمير قطب وبوبو وغيرهم ، ثم أراد أني يتعاقد معى وأخبرنى بأنه تعاقد مع اللاعبين بمبلغ خمسين جنيها وأنه سيشترينى بخمسمائة جنيه أى عشرة أضعاف كل لاعب ولكنى رفضت فقامت زوجته بدعوة والدتى لإقناعها ولكنها رفضت وقالت كيف يربيه الأهلى ويحصل عليه الزمالك بعد كل هذا ؟! فقال لها هذا أحتراف فردت عليه وقالت : لا يوجد شئ اسمه إحتراف .
وأرسلوا لها المبلغ على البيت فأرسلته للنادى وقال أريد ابنى فقط فقام المشير عامر بالإتصال به وطلب منه عودتى على الرغم من أن المشير زملكاوى ولكنه رجلا محترما .
وعندما جاءها مراد فهمى وعبد الوهاب سليم وعلموا بأنها رفضت الخمسمائة جنيه عرضوا عليها ما تطلبه فسألتهم كم أخذ كل لاعب ؟
قالوا لها : خمسين جنيه ، فقالت : إذا فهو أيضا مثلهم ولا يزيد عنهم بأى مليم .
وبعد ذلك احترمنى أبو رجيلة بشدة وكان دائما ما يرسل لى السلام مع صالح سليم لإنه إحترمنى لإحترامى للنادى الذى ربانى .
ما الفريق بين الأهلي زمان وحالياً ؟ فى الحقيقة جلست مع لاعبى النادى الأهلى الحاليين ووجدتهم محترمين ومهذبين إلى أكبر درجة ، ولكن بكل أسف دخلت المادة إلى عالم كرة القدم واللاعب معذور فى أن يطلب رفع المبالغ المادية حيث أن الأمر أصبح عرض وطلب ولم يصبح إنتماء كما كان فى الجيل السابق .
ولكنى سعيد بما فعله الكابتن حسام البدرى بإخراج لاعبى النادى الناشئين حيث إن ذلك من شأنه زيادة إنتماء اللاعبين و توفير مبالغ كبيرة على النادى وأيضا سهولة السيطرة عليهم .
وهذا كان من أهم ما يميز جيلنا حيث كنا فريق واحد وكلنا روح واحدة ولا يمكن لأحد منا أن يشت بأى حال وكان جميع اللاعبين فى جيلنا يحبون النادى ويعملون على تحقيق الإنجازات فقط من أجل النادى .
هل ترى سبباً لإختفاء الجماهير من المدرجات في معظم المباريات عكس الأجيال الماضية ؟
اعتقد أن وجود التليفزيون ووجود أكثر من قناة فضائية حاليا حجم وجود الجماهير بدرجة كبيرة على عكس أيامنا واذكر فى أحد التدريبات نزلت ووجدت عدد الجمهور فى المدرجات 40 ألف متفرج من أجل مشاهدة جزء قليل من التدريب وكان الجمهور يأتى للإستمتاع باللاعبين ولو مثلا لم ينزل صالح سليم التدريب تجد أن ثلث الجمهور يتغيب عن الحضور .
وكان الجمهور يرغب أيامنا فى حضور التدريبات لمشاهدة الفناجيلى يسدد على هيكل وهما معا فى فريق واحد وهكذا من هذه الأشياء التى تمتع الجمهور بشكل كبير ، ولكنها للأسف قلت فى هذه الأيام بسبب وجود التليفزيون إضافة إلى عدم لعب الأهلى والزمالك على ملاعبهم الخاصة على عكس ما كان يحدث قديما وكان هذا من شأنه أن يعطى أقصى درجات الجمالية والإمتاع فى كرة القدم .
من كان أخطر مهاجم في الدوري المصري كان يخشاه هيكل ؟كان هناك كثير من المهاجمين المميزين وكان لا بد أن أمتحن كل مباراة حتى وإن كان الفريق المنافس صغيرا ولك أن تتخيل أننا فى أحد المرات كنا متقدمين على السكة الحديد بستة أهداف وجاءت على أربع كرات خطيرة بعد ذلك حيث كان أمامى ثلاثة فى الدفاع مقابلهم خمسة فى هجوم معظم الفرق التى أواجهها على عكس الآن فاصبحنا نلعب بثمانية فى الخلف ولاعب فقط فى الأمام وهذا يحدث فى كثير من الفرق التى تواجه الأهلى حاليا .
هل شاهدت مباراة ريال مدريد ؟شاهدت هذه المباراة وكانت بين منتخب الزمالك والأهلى وبين فريق ريال مدريد الذهبى وفاز وقتها ريال مدريد 7-1 وكان يحرس مرمى المنتخب الحارس ألدو وضموا بعضا من لاعبى الأهلى ومن ضمنهم صالح سليم ولم يضمونى وقتها فكنت أود أن اثبت للجميع أنى أفضل حارس مرمى فى مصر وبحمد الله تمكنت من التألق والفوز مع الأهلى على فريق بنفيكا الذى قهر ريال مدريد بخماسية .
مباراة بنفيكا لا تنسى...هل تستطيع أن تسرد لنا وقائع المباراة كما تتذكرها ؟
فى البداية أود أن أقول أن فريق بنفيكا الذى هزمناه كان يلعب من ضمنه عشرة لاعبين فى المنتخب البرتغالى الذى هزم البرازيل جيل بيليه بثلاثية مقابل هدف ولذلك قال مانويل جوزيه مدرب الأهلى السابق إنه يرفع القبعة لفريق النادى الأهلى فى الستينيات لقدرته على هزيمة بنفيكا القوى .
وبالنسبة للمباراة كما قلت أردت أن اثبت للجميع أنى أفضل حارس فى مصر وقد جئت النادى يوم الاثنين قبل مباراة بنفيكا المقرر لها الجمعة وتدربت خمس ساعات صباحا وثلاث ساعات مساء حتى وصلت لفورمة عالية وفى بداية المباراة جاءت ضربة حرة قريبة من منطقة الجزاء وطلبت من طارق أن يبتعد وأن لا يقف أمامى الحائط وسدد إيزيبيو أفضل هداف فى العالم وقتها كرة قوية ولكنى أبعدتها وانا طالما تمكنت من إبعاد كرة تزداد ثقتى بنفسى إلى أكبر درجة وهو ما ساعدنى للتألق فى هذه المباراة التى فزنا بها بأهداف بدوى عبد الفتاح وطه إسماعيل .
وماذا دار بينك وبين النجم إيزيبيو وهل قابلته فى آخر مواجهة للأهلى مع بنفيكا ؟جاءتى ايزيبيو فى المباراة وسلم على بعد أن أطحت بإحدى الكرات الخطيرة ، وفى المواجهة الأخيرة تقابلنا معا وقال لأحد الصحفين أنه يمكن أن يحرز هدفا فى أى حارس فى العالم ولكنه إن أحرز فى كوستا بريرا أو عادل هيكل الذى بجوارى فانا أكون فى قمة السعادة .
حدثنا عن العروض التى جاءتك بعد التألق فى هذه المباراة وماذا كان رد فعلك ورد فعل الأهلى ؟جاءنى عرض من جالطا سراى وطلبوا منى أن أحصل على الجنسية التركية ولكننى فضلت مصر والأهلى بالرغم من أن عائلة أمى من تركيا .
وجاءنى عرض من بنفيكا بعد المباراة ووضعوا مبلغا مبدأيا 50 ألف دولار ولكنى لم أكن أتخيل أن ألعب فى ناد غير الأهلى ولذلك حينما أخذنى أبو رجيلة عنده ظللت أبكى يومين واتخيل كيف ألعب أمام صالح سليم وأمام لاعبى الأهلى وكيف أذهب لتركيا وألعب أمام مصر .
من المدرب الأبرز في تاريخ هيكل...ومن المدير الفني الذي يعتبره هيكل الأفضل في تاريخ الأهلي ولماذا ؟
انا اعتبر تيتكوش المدرب المجرى هو الأفضل فى تاريخ النادى الأهلى وهذا الرجل غير من طريقة لعبى واستفدت منه فى كيفية إبعاد الكرات التى فى مقص المرمى بكل سهولة عن طريق الخطوة للخلف ثم القفز .
وكان هذا الرجل يعمل على أن نتعب فى التدريب من أجل الراحة فى المباراة .
من أفضل الأجيال التي شاهدها هيكل تلعب للأهلي ؟
جيل 48 انا اعتبره من أفضل الأجيال والمواهب على مر التاريخ .
لقبت بعدة القاب منها الحارس الطائر والأخطبوط وغيرها ما هو أغلى لقب عندك ؟لا أفكر فى هذه الألقاب واتركه للجرائد ولكنى كنت أعمل على التركيز فى التمرين وفى إصلاح أخطائى .
كيف كانت المكافآت المالية في عصر هيكل في الأهلي والمنتخب الوطني ؟
أكبر مبلغ حصلت عليه فى النادى الأهلى كان 30 جنيها وحصلنا وقتها على الدورى والكأس وبطولة الجمهورية العربية المتحدة ، وفى إحدى المرات حصلنا على الدورى موسم 56 ، 57 وحصلنا على خمسة جنيهات وبعدها بأسبوع فزنا بالكأس وحصلنا أيضا على خمسة جنيهات .
حدثنا عن مشوارك المبهر مع المنتخب الوطنى ؟ذهبت مع المنتخب المصرى لمواجهة إيطاليا وقابلنى عبد الوهاب فهمى رحمه الله وقال لى أننى سوف أكون بديلا لبراسكوس وكنت فى قمة السعادة كونى إحتياطيا لهذا الحارس العظيم الذى كنت أتمنى فقط أن أجلس معه وفى مباراة إيطاليا تقدمنا عليهم فى الشوط الأول ولكنه شعر بآلام فى نهاية الشوط ولعبت الشوط الثانى وجلس هو خلف المرمى لتشجيعى وتحفيزى وفزنا بالمباراة ، وبعدها لعبنا فى إسطانبول مباراة أمام تركيا ولعبت انا بصفة أساسية ، ثم لعبنا مع تشيكوسلوفاكيا مباراة فى مصر وكان هذا المنتخب قد وصل لنهائى كأس العالم أمام البرازيل وجاءنى لى فى الأنكل فى بداية المباراة ونزلت أرض الملعب وحينما وجدت التحية الكبيرة من الجماهير تحاملت ولعبت هذه المباراة وكانت من أفضل المباريات التى لعبتها فى تاريخى وقد مسكت أول كرة بحلقى وكدنا أن نفز بهدفين ولكن كرة الضيظوى جاءت فى العارضة وارتدت لهدف فى مرمانا .
ماذا طلب منك المشير عبد الحكيم عامر بالتحديد بعد أول مشاركة ؟بعد مباراة تشيكو سلوفاكيا استدعانى مجلس قيادة الثورة بقيادة المشير عبد الحكيم عامر وأخبرنى بأنى لو لعبت بهذا المستوى فسوف يؤمن لى مستقبلى وكنت فى التوجيهية وساعدنى فى دخول الكلية الحربية وكان هدفهم أن يكون حارس مرمى مصر من أصول مصرية بدلا من أن يكون من أصول يونانية مثل براسكوس .
وعندما قابلت رئيس الجمهورية الأسبق جمال عبد الناصر ماذا دار بينكما ؟كان ذلك أثناء مباراتنا مع الإتحاد السوفيتى والتى لعبت من أجل أهداف سياسية وسلم علينا فقط ولم يحدث بيننا أية حوارات .
حدثنا عن بطولات إفريقيا التى لعبتها مع المنتخب الوطنى 59 ، 61 ؟فزنا ببطولة 59 وكنا قريبين من الفوز ببطولة 61 لعمل ثلاثية بعد 57 ، 59 ، وكانت البطولة مقامة فى أثيوبيا وكان الدم ينزف من أنوفهم حتى إننى ذهبت للحصول على الكرة من خلف المرمى ولم استطع أن أعود من شدة التعب والإرهاق وذهبت للمستشفى بعد إصابتى وخسرنا بعدها تلك البطولة .
لماذا لم تصل مصر الى كأس العالم في جيلكم ؟
لإننا كنا لا ندخل التصفيات من الأساس لوجود إسرائيل فيها حيث لم يكن مجموعات مثل الآن فكنا نواجه كل الفرق ولم نلعب تصفيات كأس عالم إلا عام 1973 .
ما رأيك فى الإخفاق فى الوصول لكأس العالم هذا العالم ؟ وهل ترى أن الفوز بالبطولة يعوض الغياب عنه ؟ليس هناك بطولة تعوض الغياب عن كأس العالم فانت عندما تلعب فيه يراك الجميع من العالم سواء كانت فى آسيا أو أوروبا أو غيرها إضافة إلى الإهتمام الإعلامى الكبير ، وللأسف خسرنا الوصول لكأس العالم بهدف لا يدخل فى أى حارس مرمى ولو أن هذا الحارس مد يده قليلا لكان حصل على الكرة ونفس الحارس منعنا من قبل من الوصول لكأس العالم حينما أحرز فيه جورج وايا هدفا فى الزاوية الضيقة .
نود أن نتحدث عن إتجاهك للتمثيل لماذا اخترت الاتجاه للتمثيل ولماذا لم تستمر ؟لم أكن أود أن اتجه للتمثيل ولكن أراد جمال الليثى أن يجعلنى أشارك معه فى فيلم إشاعة حب بعد أن حصل حلمى رفلة على صالح سليم وذلك من أجل كسب الجمهور الأهلاوى الكبير وبالرغم من ذلك تابع الجمهور صالح سليم بدرجة أكبر منى وكان غرض الأساسى للمنتجين أن يكسبوا مشاهدة الجماهير الغفيرة بوجود نجومهم من اللاعبين يمثلون .
حدثنا عن أبرز الطرائف والمواقف التى حدثت مع أصدقائك الفنانين وخاصة الفنان يوسف وهبى ؟ حاليا أقابل الفنانين عمر الشريف وأحمد رمزى كثيرا ، وبالنسبة ليوسف وهبى فقد حاول يعلمنى التمثيل لإننى كنت عندما أمثل أقوم بدربكة الأمور معهم وذهبت لمكتبه وحاول يعلمنى التمثيل ولكن دون جدوى حتى طلب منى أن ابتعد حتى لا ينسى هو التمثيل .
ما سبب التقصير من قبل الإعلام ومن قبل النادى الأهلى في حق اللاعبين القدامى أمثالك انت والفناجيلي والشربيني ...إلخ ؟
هذا السؤال نود أن نسأله ونوجهه لهم أنفسهم .
ما رأيك في كل من الحضري – عبد الواحد السيد – شريف إكرامي - أحمد عادل عبد المنعم ؟
الحضرى : النادى الأهلى أحضره من دمياط وكان لا يفقه شيئا عن حراسة المرمى وعلمه الأهلى كثيرا وتحمل أخطائه وكان سببا فى خسارتنا فى كثير من المباريات ولعل أشهرها مباراة الزمالك التى أحرز فيه حازم إمام هدفا بغرابة من الضربة الركنية ووقتها أخبرته بأنه أخطأ بشدة وطلبت من أحمد ناجى أن يشرك الحارس الثانى وقتها .
والسؤال : كيف يكون هذا النادى خيره عليك ثم تأتى وتنكر كل هذا وتهرب للخارج وانت وقتها فى مهمة رسمية لتمثيل اسم مصر والأهلى فى بطولة إفريقيا وهاهو الآن يكرر عدم الإنتماء والتمرد مع الإسماعيلى .
عبد الواحد السيد : أرى أنه لو لعب للأهلى أو لعب فى ظل إستقرار فسوف يحرس مرمى مصر أساسيا .
شريف إكرامى : أراه حارسا مميزا ولكن على الناس أن تصبر عليه وأود أن أقول أنى خسرت فى أولى مبارياتى بسداسية ولكن بعد ذلك تألقت وأثبت أنى الأفضل فى مصر فاطلب الصبر على حراس الأهلى .
أحمد عادل عبد المنعم : أرى أنه حارس مميز وهو الأكثر ملاءمة فى المرمى ولم أرى أنه قد أخطأ فى شئ لكى يضعه على الدكة مرة واحدة ، وقد جلست معه وأعطيته بعض التعليمات والنصائح وأيضا لأحمد ناجى وانا معجب بهذا الحارس وأراه أنه حارس مهذب ومميز فنيا وينتظره مستقبل كبير .
من الحارس الذى تلمس فيه الأمل أن يكون حارسا لمصر مستقبلا ؟أرى أن أحمد عادل لو التزم ببعض الأمور التى وجهتها له وأيضا معه أحمد ناجى مدربه سوف يكون أفضل حارس مرمى فى مصر .
ما رأيك في الأهلي الآن ؟ وماذا ينقص الأهلى حتى يكون فريقا كبيرا ؟
أرى أن الأهلى الآن فى مرحلة خطيرة وهى إرتفاع سن لاعبيه ودخول لاعبى الشباب وأرى أن وجود المواهب هو الذى من الممكن أن يجعل من الأهلى فريقا كبيرا .
ما الرسالة التى تود توجيهها للإعلام ولجمهور الأهلى ؟أود أن أقول لمجلس الإدارة أن يهتم بجمهور النادى الأهلى الكبير وأن يجتمع معه والعمل على بحث سبل التوافق بين كليهما من أجل الوصول لأكبر درجة من إفادة للنادى .
أما بالنسبة للإعلام فانا أنصح بكل من يمسك القلم أن يقرأ كثيرا بدلا من أن يكتب عن جهالة والآن يظن مثل هؤلاء أنه يمن عليك بمجرد أن يجرى معك حديثا ، وللأسف هذا الإعلام يضخم الأمور بدرجة كبيرة وهذا يؤدى إلى زيادة إثارة الجماهير ونصيحتى الأخيرة للإعلام أن يبعد السياسة عن الرياضة حتى لا يؤدى إلى تعكير الأمور والإثارة والكراهية بين الشعوب .
أخيرا كلمة لكل من : والد ووالدة عادل هيكل رحمهم الله : أوجه لهم كل الشكر ، وللعلم لم أرى أبى ولكنى أشكر أمى بشدة على تربيتى السوية التى يبدو أنها اتعبتنى بشدة فى هذه الأيام التى لا تصلح فيها تلك التربية المحترمة ويكفينى إحترام الناس لى بسبب والدتى رحمها الله . مختار التيتش رحمه الله : رحمه الله ولولاه ما لعبت كرة ولا أعرف كيف أوفى جمائله وفضائله الكبيرة على . صالح سليم رحمه الله : أخ غالى فقدناه بشدة وهو آخر الرجال المحترمين . رفعت الفناجيلى رحمه الله : رحمه الله أستاذ الكرة فى تاريخ النادى الأهلى ولن يتكرر مثله أبدا . ونهاية صالح سليم والفناجيلى هما العمود الفقرى للنادى ويتم وضعهم ثم إختيار بقية اللاعبين بعد ذلك وحاول الكثير التفرقة بينهما إلا إنهما كانا أخوة لأقصى درجة وتميزا بأخلاقياتهم العالية . تصوير: كريم الشوربجي